17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| وردة لأمى

إيقاع مختلف| وردة لأمى

الجَنةُ سَاعِيةً تَأتِى

وَيَسيلُ الكَوثرُ فِى بَيتِى

وَيَصيرُ النُّورُ يَمَامَاتٍ

وَتَجِىءُ الحُورُ زَرَافَاتٍ

لِتُقَبِّلَ رَاضِيَةً أُمِّى

****

الحِكْمَةُ تُشْرِقُ مِنْ صَمتِى

والبَهْجَةُ تَسْكُنُ فِى صَوتِى

وَتُرَفْرِفُ أَجْنِحَةُ البُشْرَى

وَحَدِيثِى يَتَدَفَّقُ شِعْرَا

إِذْ أَهْتِفُ بِاسْمِكِ يَا أُمِّى

****

الرَّحْمَةُ رَائِقَةً تُقْبِلْ

تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَ تُهَلِّلْ

وَتُبَسْمِلُ مُهجَتُهَا سَبْعَا

وَمَشَاعِرُ صَافِيةٌ تَسْعَى

فِى دِفءِ حُضُورِكِ يَا أُمِّى

تظل الأمومة دائما حضن الوجود الدافىء، وكنز رحمتها الحى،  وتيقى دائماً الركن الآمن الذى نلوذ به من طوفان الزيف الذى يحاصرنا من كل اتجاه.

هى قلب الحياة وروحها، عطر الجنان وريحها، هى ذلك العمر الجميل الذى يرسم من ذاته أعماراً شتى، وهى العطاء المحض والمحبة الخالصة والتسامح الذى لا يعرف سوى الغفران.

فى حياة كل منا ركن خاص يحتفظ فيه بطوفان الحكايا والذكريات والمشاعر التى يتقاسمها مع معنى الأمومة، ويظل هذا الطوفان متأهباً دائماً للفيضان، مع أول إشارة تلمح إلى الأم أو تومىء إليها.

هل يعبر هذا الطوفان عن ذاته فى بسمة رائقة صافية دافئة فوق الشفاه، أم يعبر عن ذاته عبر دمعة مترقرقة فى العينين، دمعة لا تمتلىء بالماء قدر ما تفعمها المشاعر وتترعها الأحاسيس.

سرير الطفولة الممتلىء بالحواديت، حيث نستزيد من الحواديت لنستزيد من القرب والدفء والمسحة الحانية.

أول يوم من أيام الدراسة، ومزيج البهجة والشجن والرهبة والقلق، وتشبث اليد باليد والعينين بالعينين، بحيث يصبح الكون كله مجسداً فى واحدة. 

ليالى السهر حول سرير المرض، حيث لا ندرى أنتألم مما نحس أم نسعد بفيض الحنان الذى ينساب، ضحكة الشفتين والوجنتين والعينين والقلب فى آن معاً مع كل نجاح يتحقق وكل إنجاز يتم، و..... و....، إنه الطوفان الذى نعرف له أولاً ونعجز أن نصل إلى آخره.

تقول لنا المرايا والأحداث وعيون الناس وألسنتهم إننا قد كبرنا، فنعدو ونعدو إلى حضن الأمومة لنكتشف أننا مازلنا وسنبقى صغاراً، يحق لنا أن نخطىء وأن نضعف، وأن نبكى، دون خشية لوم اللائمين.

يقول لنا المنطق والواقع وعلوم الحساب والإدارة والسياسة والاقتصاد إن لكل شىء ثمناً وإن كل أخذ لابد أن يقابله عطاء، فنهرع إلى ظل الأمومة ليتعطل المنطق، وتعلن كل تلك العلوم عجزها عن الاستيعاب، وما ذلك إلا لأن معى الأمومة فوق كل منطق، وعطاءها فوق كل حساب.

كل عام وكل أم فى بهجة تستحقها وسعادة تليق بعطائها النبيل.
----------------
بقلم: السيد حسن

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة